حالة من الحزن والصدمة اجتاحت لاعبي الفريقين والجمهور في الإستاد والمشاهدين في المنازل عند سقوط مارك فيفيان فويه، نجم ولاعب الكاميرون على أرض الملعب ميتا في مباراة الكاميرون وكولومبيا في كأس القارات.. وفاة لاعب في الملعب أمر جلل هز المشاهدين فما هي الحكاية.
البداية
بدأ اللاعب الناشئ وقتها "فويه" مسيرته الرياضية في صفوف نادي الدرجة الثانية الكاميروني "يونيون غارووا"، ومنه لنادي "كانون ياوندي"، أحد أكبر الأندية الكاميرونية سنة 1991، وساهم في فوز النادي ببطولة كأس الكاميرون في سنة 1993.
وفي سبتمبر 1993، شارك فويه في أول مباراة دولية مع منتخب الكاميرون في مواجهة منتخب المكسيك وديا، وكانت مباراة ودية، وفي عام 1994، شارك في بطولة كأس العالم لكرة التي أقيمت في الولايات المتحدة حيث شارك في جميع مباريات الدور الأول الثلاث أساسيا أمام منتخبات البرازيل، السويد، وروسيا، ووقتها حدثت أزمة صرف المستحقات، فقرر لاعبو الكاميرون التمرد وخرجوا من الدور الأول بعد خسارتين وتعادل وحيد مع منتخب السويد وفشلوا في تكرار نفس النتائج التي حققوها في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1990 عندما وصلوا إلى الدور الربع النهائي وخرجوا بعد تمديد الوقت بالخسارة من منتخب إنجلترا.
لكن فويه جذب إليه الأنظار بقوة ليتم تقديم عرض له من نادي لانس، ويشارك في أول مباراة رسمية في 13 أغسطس 1994 أمام نادي مونبلييه وانتهت بالفوز 2-1. وخلال 5 مواسم قضاها مع النادي، حقق بطولة الدوري الفرنسي موسم 97 - 98، تألقه جذب له أنظار نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بعرض رسمي بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني ( رقم جيد وقتها)، لكنه رفض العرض واستمرت المفاوضات حتى تعرض فويه لإصابة في الرجل جعل مسئولي النادي الإنجليزي ينسحبون من المفاوضات لأنها أبعدته أيضا عن المشاركة مع منتخب الكاميرون في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1998 التي أقيمت في فرنسا.
وبعد شفائه من الإصابة أنضم إلى نادي وست هام يونايتد الإنجليزي مقابل 4.2 مليون جنيه إسترليني في يناير 1999، واعتبرت قيمة الصفقة رقما قياسيا للنادي اللندني وقتها، وخلال موسم ونصف الموسم شارك فويه في 38 مباراة في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز مسجلا هدف واحد فقط.
وفي صيف سنة 2000، شد الرحال إلى فرنسا مرة لآخرى، لنادي ليون الفرنسي الشهير، لكنه غاب عن المشاركة بسبب إصابته بمرض الملاريا ولكنه شفي قبل نهاية الموسم وساهم في فوز ناديه ببطولة كأس الدوري الفرنسي سنة 2001 ثم بطولة دوري الدرجة الأولى موسم 2001-2002.
المنتخب مرة آخرى
التألق مع ليون كان كفيلا باستدعائه للمشاركة مع منتخب الكاميرون في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2002 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، لكن خرج المنتخب من الدور الأول بخسارته من منتخب ألمانيا وتعادله مع منتخب أيرلندا وفوزه على منتخب السعودية.
إنجلترا كمان وكمان
بعدها تمت إعارة فويه لنادي مانشستر سيتي لموسم واحد موسم 2002- 2003، وشارك في أول مباراة أمام نادي ليدز يونايتد وخسر 0-3 . قرر المدير الفني الإنجليزي كيفن كيجان الاعتماد على فويه في التشكيلة الأساسية حيث شارك في 38 مباراة من أصل 41 مباراة في جميع البطولات، وأول هدف سجله كان في مرمى نادي سوندرلاند، ومع حلول نهاية شهر يناير سجل فويه خمس أهداف أخرى، وفي نهاية الموسم أصبح مجموع أهدافه 9 أهداف، وكان آخر هدف سجله لاعبو نادي مانشستر يونايتد على ملعبه القديم مين رود وكان في مرمى نادي سوندرلاند وانتهت المباراة بالفوز 3-0 في 21 أبريل.
المنتخب مرة آخرى
في يونيو 2003 تم استدعاء فويه للمشاركة مع منتخب الكاميرون في بطولة كأس القارات 2003، التي أقيمت في فرنسا، وشارك فويه في المباراتين الأوليتين أمام منتخبي البرازيل وتركيا والتي انتهتا بالفوز 1-0 ثم قرر المدرب إراحته في المباراة الثالثة أمام منتخب الولايات المتحدة بعدما ضمن التأهل حيث انتهت المباراة بالتعادل السلبي بدون أهداف.
وفي 26 يونيو 2003 واجه منتخب الكاميرون منتخب كولومبيا في الدور النصف النهائي على ملعب نادي ليون، وفي الدقيقة 72 كان سير اللعب على وتيرة جيدة، لكن ما زاد وتيرة المباراة هو سقوط فويه دون أن يلمسه أحد، نزل طبيب المنتخب وتم تقديم الاسعافات الأولية على أرضية الملعب فورا واستمروا لمدة 45 دقيقة وسط حالة ترقب من الجماهير، في محاولة يائسة لاعادة تشغيل قلب فويه، ليتم الإعلان عن وفاته رسميا على أرضية الملعب.
لحظة صمت عمت الجميع، بكاء لاعبي الكاميرون، صدمة الجميع، حسرة للبطولة التي وصمت بالنحس والحزن في تاريخ بطولات كأس القارات
بعد الفحص الطبي الثاني لفويه، قررت لجنة الأطباء أن سبب وفاة فويه كان تضخم في عضلة القلب وأنه كان يعاني من مشاكل وراثية في القلب، الغريب في الأمر أن كل الأندية التي ذهب لها فويه لم تكتشف المرض الذي كان لديه.
سبب موت فويه، صدمة للجميع، لأن فويه كان لاعب على خلق كبير، ولم تشهد الملاعب أي مشاكل له، والجميع مدح أخلاق فويه حيث وصفوا بصاحب الشخصية الجادة والهزلية في الوقت نفسه.
وفاء هنري
بعدها في لحظة وفاء من اللاعب الشهير تييري هنري، قرر هنري إهداء هدفه الذي سجله في مرمى منتخب تركيا في مباراة الدور النصف النهائي الثانية لفويه، وطالب العديد بتسمية البطولة باسم فويه وكذلك تكريم فويه من نادي ليون يتغيير اسم ملعبه من غيرلاند إلى مارك فيفيان فويه، وقرر كيجان أن نادي مانشستر سيتي لن يسمح لأحد بلبس قميص فويه رقم 23 كنوع من التكريم له.
وقرر نادي لانس (أول نادي يحترف فيه لعب كرة القدم في أوروبا)، أن يطلق اسم شارع بالقرب من ملعبه فيليكس بولايرت، وأقيمت جنازة فويه في الكاميرون مسقط رأسه وسط الملايين من لعب فويه لإسعادهم.
وقرر نادي ليون سحب القميص رقم 17 الذي كان يلعب به لمدة موسم كامل، وفي 16 يونيو 2008 قرر مسئولو نادي ليون تسليم القميص رقم 17 لمواطنه جان ماكون.
وسيظل رحيل فويه لحظة محزنة في تاريخ الكرة.